مفتاح دوت مى | مفتاحك لعالم أجمل

اعلانات عالمية

اعلانات عالمية

الخميس، 18 أبريل 2013

بلال فضل يكتب : انصروا الشهيد الحي!

الكذب عادتهم ولن يشتروها، لذلك يدعي أنصار الإخوان دائما أن رئيسهم لم يُضيّع حقوق الشهداء والجرحى بكذبه وإخلافه للوعود وتورطه في إسالة الدماء، بل النظام القديم هو الذي فعل ذلك، مع أن أنصار النظام القديم لم يمنعوا رئيسهم منذ امتلك السلطة التشريعية من إصدار تشريعات تعيد حقوق الشهداء، ولم يجبروا أعضاء الجماعة في مجلس الشعب أن يضيعوا وقتهم في التفاهات ولا يقدموا للشهداء والجرحى سوى بضعة دموع ذرفها النائب الإخواني أكرم الشاعر ودمتم على كده.

أنت تعلم أنه لم يعد في جسد الإخوان العريان سياسيا جزء مستور لننشغل بفضحه، ومع ذلك فهاهي قصة حزينة أخرى تواصل التأكيد على تفريطهم في إستعادة حقوق أصحاب الدماء التي سالت من أجل أن يصل رئيسهم البائس إلى السلطة، إنها قصة معوض عادل الذي يعرف بين الثوار بلقب (الشهيد الحي) والذي تروي لكم قصته رسالة تلقيتها من الدكتورة أسماء علي تقول فيها «منذ يوم 20 نوفمبر 2011 ومعوض عادل طالب كلية الصيدلة يسكن الغرفة رقم 8 في مستشفى القصر العيني في غيبوبة كاملة بعد أن تعرض للإصابة أثناء قيامه بالمشاركة في إسعاف المصابين في أحداث محمد محمود الأولى في المستشفى الميداني بميدان التحرير، حيث أصيب بطلقتين من الرصاص الحي، وتعرض للضرب بالشوم فانكسرت عظام جمجمته وحدث له إرتشاح بالمخ وشلل كامل بالأطراف، وبرغم الجريمة البشعة التي ارتكبتها بحقه أجهزة الدولة تحت قيادة المجلس العسكري المظفر، لم يتم علاج معوض على نفقة الدولة، بل تم تسفيره للعلاج في النمسا على نفقة السيدة هبة السويدي والحكومة النمساوية التي كانت أحن عليه من حكومة بلده.

هناك استقر رأي الأطباء على عدم حاجة معوض لجراحة لأن هناك رصاصة استقرت في منطقة حساسة بالمخ ولا يمكن إستخراجها، وقرروا حاجته إلى دخول مركز متخصص لتأهيل حالته هناك، لكنه عاد إلى مصر بعد أن رفضت الحكومة تقديم الدعم اللازم له، ولم يجد من يتحمل نفقات علاجه، فقد فعل أولاد الحلال ما عليهم وزيادة، عاد معوض ودخل إلى مستشفى قصر العيني، ثم تقرر سفره لإستكمال علاجه ببريطانيا، وقرر المستشار الطبي للسفارة المصرية بلندن أن المستشفى الملكي للعجز العصبي قبلت علاجه مقابل مبلغ مقداره 75 ألف جنيه استرليني، لكن المجلس القومي لرعاية أسر الشهداء ومصابي الثورة امتنع عن اعتماد المبلغ دون وجه حق. أهل معوض اضطروا لرفع قضية لعلاجه على نفقة الدولة بالخارج، ليصدر حكم قبل أسبوعين من مجلس الدولة بإلزام رئيس الجمهورية والجهات المختصة باعتماد المبالغ المالية اللازمة لعلاج معوض في بريطانيا، واعتبر الحكم أنه لا يحق للمجلس القومي لرعاية أسر الشهداء والمصابين ألا يقوم بواجبه تجاه معوض، خاصة أن الدولة خصصت له من الموارد ما يكفي.

منذ صدر الحكم لم يتم تنفيذه، عندما ذهبت والدة معوض لمحامي المجلس القومي قال لها ببرود «معوض بتاعك ده مالوش ورق عندنا»، ثم قال لها «إستني بقى لما نشوف لك خبير أجنبي يشوف الحالة»، أخبرته بأن هناك خبيرا أجنبيا جاء بالفعل وكتب تقريرا عن الحالة وإمكانية علاجها هو الذي استند إليه الحكم القضائي، طلب منها أن تذهب إلى وزارة الصحة التي أخبرتها أن تنفيذ الحكم ليس من خلالها، عادت إلى الصندوق فأخبروها أن ورق معوض ليس لديهم، وفي الطريق من هنا إلى هناك بدأت تسمع همهمات تقول أن ابنها ميت ولا ريب، فلماذا المصاريف، أي أن الحكم في النهاية تحول إلى ورقة لا قيمة لها، ليظل معوض غارقا في غيبوبته وتتدهور حالته يوما بعد يوم لأنه يحرم من حقه الذي كفله له القضاء».

انتهت رسالة أسماء علي الحزينة، لكن معاناة معوض وأسرته لا زالت قائمة، لأن مصر محكومة برئيس لا جدوى في مناشدته أن يحترم دماء شهداء ومصابين محمد محمود الذين لولا تضحياتهم لما تعهد المجلس العسكري بتسليم السلطة للمدنيين ولما وصل إلى منصبه، لقد قال الرجل بالفم الملآن أن جلده تخين، فكيف نناشده أذن أن يرق قلبه لمأساة كهذه؟، بالطبع لسنا حمقى لكي نصدق ما يصدعنا به في كل خطبة أو حوار بأنه يحترم أحكام القضاء، فهاهو حكم قضائي يعلي من كرامة مواطن تعرض لمحاولة قتل صريحة وهو يقوم بواجب إنساني ومع ذلك يتجاهله ألاضيش مرسي لأن المصاب ليس من العشيرة الإخوانية، فلا أجهزة الدولة ستعطيه حقه، ولا خزائن مليارديرات الجماعة ستمتد لمساعدته. أهل معوض الكرام لا يريدون مساعدة مادية من أحد، يريدون فقط حقهم الذي كانوا يظنون أن القضاء أعاده إليهم بعد كل هذا الوقت الضائع هدرا، والأمل في أن يحصل معوض على حقه لا يمكن أن ننتظره من حاكم خائر مثل مرسي ولا من جماعته المنشغلة بالكذب والتبرير، بل الأمل سينتزعه ويحققه كل من آمن بهذه الثورة وناصرها ولازال يسعى لإستمرارها حتى تحقق مطالبها، هؤلاء سيدعمون حق معوض وزملائه من المصابين بكل وسيلة يملكونها، بدعاوى قضائية في المحاكم المحلية والدولية، بهتاف في مظاهرة، بلافتة في وقفة إحتجاجية، ببرقيات إحتجاج إلى الجهات الدولية التي تشحت منها العشيرة الحاكمة، بمكالمة تذكير لوسيلة إعلام محلية أو دولية، بمواجهة حاسمة مع كل فرد إخواني مبرراتي كذاب حتى لو كان فردا من أفراد عائلتك، وأخيرا بدعاء مخلص في المسجد والكنيسة ينطق بكل ما في القلب من حرقة تلعن الظلمة والكذابين وخونة دماء الشهداء، ليس مهما ما تختار فعله، المهم أن يظل ملف حقوق الشهداء والمصابين والمفقودين حاضرا أمام أعيننا دائما، فو الله لن نعرف خلاصا ولا راحة ولا إستقرارا طالما ظلت أرواح الشهداء حائرة تبحث عن الإنصاف وظلت نفوس الجرحى حزينة تنتظر العدل الضائع.

ألا لعن الله قوما ضاع الحق بينهم، حتى وإن ظنوا أن شعاراتهم الدينية ستغني عنهم من الله شيئا.
Sent from my BlackBerry® from Vodafone

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق