قيادات «الإصلاح» فرت بعد اجتياح الحوثيين للعاصمة.. و«فاروق»: سقوط «إخوان مصر» تسبب فى إسقاط فروع التنظيم
لا شك أن اجتياح الحوثيين للعاصمة اليمنية صنعاء كان هزيمة منكرة للإخوان، إلا أن إرهاصات تلك الهزيمة سبقت ذلك بعدة أشهر، عندما سقطت «عمران» فى أيدى الحوثيين، وهى الموصوفة بأنها خط الدفاع الأول الذى تبنى الإخوان حمايته فى مواجهة قوات عبدالملك الحوثى.
قاد المعارك فى «عمران» العميد حميد القشيبى، المعروف بولائه لحزب الإصلاح، فرع الإخوان فى اليمن، وقد مثل مقتله فى المعارك ضربة قاصمة لهم، ما دعاهم لإجراء عمليات لم تسفر إلا عن اجتياح أكبر للحوثيين والاستيلاء على العاصمة صنعاء وإجبار الحكومة على الإذعان لمطالبهم دون قيد أو شرط.
تسارعت الأحداث فى اليمن، ودخلت الدولة فى مسارات الفوضى، وتمكن أنصار «الحوثى» من السيطرة على مقرات حكومية ودفاعية، علاوة على التليفزيون الرسمى، وسط فرار لقيادات من جماعة الإخوان، واستقالة سالم باسندوة رئيس الحكومة، فى مشهد مرتبك يكتب نهاية حزينة لليمن السعيد.
عدد من المراقبين يعزون سقوط اليمن فى يد الحوثيين إلى الممارسات الخفية التى تقوم بها جماعة الإخوان هناك، ومحاولة استحواذها على السلطة وإقصاء الحوثيين الذين هددوا مصالحهم الاستحواذية.
كان أول تعليق للحوثيين على سقوط العاصمة من قِبل عضو مؤتمر الحوار الوطنى وممثله من الحوثيين، على البخيتى، الذى صرح بأنهم لم يهزموا الجيش وإنما هزموا مستشار الرئيس لشئون الدفاع والأمن اللواء على محسن الأحمر والشيخ عبدالله بن حسين الأحمر.
وأضاف «البخيتى»: «لم يُهزم الجيش فى عمران، هُزم على محسن الأحمر، هُزم إخوان اليمن ودواعشهم، هُزم حميد وحسين الأحمر، هُزم القشيبى وبقية الميليشيات. حسين الأحمر جنَّد، وحميد دعم مالياً، وحزب الإصلاح روَّج إعلامياً، وعلى محسن والقشيبى وفرا بعض الغطاء الرسمى». وهو الرأى الذى يعززه الدكتور محمد السعيد إدريس، رئيس وحدة الشئون العربية فى مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية بقوله: إن فرعى تنظيم القاعدة والإخوان فى اليمن، سيتراجعان، بعد تقدم الحوثيين، مؤكداً أن سقوط الإخوان فى مصر هو السبب الرئيسى لسقوط باقى فروع التنظيم فى الدول الأخرى.
وقال فى تصريحات لـ«الوطن»: إن تنظيم القاعدة سيحاول الرد بمجموعة من العمليات تجاه بعض الأطراف الفاعلة فى المشهد السياسى، التى ساهمت فى نجاح الحوثيين فيما وصلوا إليه، موضحاً أن بعض المسئولين فى الجيش اليمنى تابعون لعلى عبدالله صالح، الرئيس اليمنى السابق، ويعملون لمصلحته، وهم الذين ساعدوا الحوثيين، وهو الأمر الذى أكده الرئيس اليمنى عبدربه منصور هادى.
وقال إن ما يحدث فى اليمن وسوريا والعراق نوع من الحرب الباردة بين السعودية وإيران، يحاول كل طرف فيها السيطرة على قطاع واسع، لضمان السيطرة على المنطقة العربية.
من جانبه، قال عبدالله فاروق، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية، إن سقوط تنظيم الإخوان فى مصر يعد السبب الرئيس فى سقوط باقى فروع التنظيم إن آجلاً أو عاجلاً، متوقعاً تراجع شعبية التنظيم فى اليمن لفترات طويلة مقبلة، كما هو الحال بالنسبة لمستقبل فرع تنظيم القاعدة فى اليمن.
بطريقة ما نجح الرئيس اليمنى عبدربه منصور هادى فى استدراج حزب الإصلاح «الإخوان» -بأذرعه المختلفة- إلى محرقة سياسية وعسكرية فى آن، لا يبدو أنه سيتعافى منها على المدى القريب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق