«رجعية، متشددة، متخلفة، عاملة زى الخيمة».. كلمات ساخرة تلاحق «عالية عادل»، الطالبة فى كلية الفنون التطبيقية، أينما ذهبت؛ لأنها فتاة منتقبة، وهو ما دفعها إلى الوقوف لحظة أمام نفسها للتفكير فى طريقة ترد بها على المضايقات التى تتعرض لها باستمرار، «عالية» قررت أن تطبع جميع الكلمات التى تقال لها على ورق صغير وتلصقه على النقاب الذى ترتديه وتلتقط لنفسها صورة فوتوغرافية بهذا الشكل لتوصل رسالة مفادها: «الكلام اللى بيتقالى زى الورق، ممكن أقطعه وأرميه». ليست السافرات وحدهن من يتعرضن لمضايقات وتحرش، بل المنتقبات، فالعنصرية للجميع برأى «عالية»، الشابة التى لم تكمل عامها العشرين: «أنا الوحيدة فى قسم التصوير السينمائى فى الكلية منتقبة، خدت قرار النقاب من 5 سنين، وقررت أدخل القسم اللى بحبه لأنى بحب التصوير، اعتقدت إن المهم شغلى وجهدى مش شكلى، لكن الحكم حسب الشكل فى مصر بقى شىء بشع».
«يا بنتى إيه اللى انتى لابساه ده؟ الحرامية بيلبسوا نقاب ويسرقوا»، محاولات عديدة لإثنائها عن نقابها، لكنها لم تلتفت إليها، حتى وصل الأمر إلى وصف أحد أساتذتها لها بأن «وشها زى ضهرها».. ضحكت الشابة من الوصف، أكثر مما حزنت، لكن ألماً شديداً كان يعتصرها كلما تذكرت الموقف. «هى دى معانا فى الدفعة؟! إيه اللى جابك معانا؟!» ،العديد من الجمل المستفزة تسمعها داخل المدرج: «عشت فى السعودية فترة طويلة ورجعت، كنت متصورة إنى منتقبة وإن الناس ما زالت بتحترم النقاب زى زمان، لكنى فوجئت بحوادث تحرش كتير».
العديد من الأسئلة والتحقيقات العنيفة عن انتمائها تواجهها «عالية» فى أى مكان تذهب إليه لممارسة مهنتها مستقبلاً «التصوير»: «مرة نزلت أعمل موضوع عن سكان المقابر الناس فتشونى عشان مكنوش واثقين فيا»!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق