بدأت أولى جلسات محاكمة المتهمين بالنصب والاحتيال على آلاف المواطنين الجزائرين، أمس الثلاثاء، في محكمة سور الغزال، عبر 48 ولاية، اتبع فيها المحتالون وسائل قانونية، وجرت المحاكمة في ظل إجراءات أمنية مشددة وحضرها 6 من المتهمين، فيما غاب عنها المتهم الرئيسي وصاحب "إمبراطورية الوعدالصادق" مولاي صالح.
وطالبت المحكمة بحبس "مولاي صادق" صاحب ما عرف إعلاميًا بـ"إمبراطورية الوعد الصادق"، 10 سنوات مع النفاذ، وتوقيع عقوبة الحبس 7 سنوات مع النفاذ لشركائه، مع دفع تعويض لكل ضحية من ضحاياه، حسب صحيفة الشروق الجزائرية التي أشارت إلى أن الواقعة تعد أكبر عملية نصب واحتيال في الجزائر.
كيف جذب "مولاي صالح ضحاياه"
وقالت الصحيفة إن المتهم كان يغري ضحاياه بفوائد عالية القيمة لا تقدمها أكبر بنوك العالم، وهو ما أدى في آخر الأمر إلى سقوط العديد من الضحايا موتى بالصدمة أومصابين بأمراض مزمنة بسبب الخسائر التي تعرضوا لها والتي لم تشبها عدم القانونية.
وبلغت أرباح المتهم حسب الصحيفة 3000 مليار دينار جزائري، حيث ضمت شبكة الضحايا بالإضاف إلى المواطنين البسطاء، مسئولين كبار ونجوم في الفن والرياضة وشخصيات عامة فضلًا عن اجتذاب وسائل الإعلام لإظهاره ومشاريعه المتنوعة في برامجها.
من صاحب مخبز إلى إمبراطور السيارات المستعملة :
وتوضح الصحيفة أن "مولاي الصالح" البالغ من العمر 47 عامًا بدأ حياته صاحب مخبز ومستودع لبيع الدقيق وكان يحظى بثقة المحيطين به والتجار وأهالي "سور الغزال"، مسقط رأسه، ثم قرر الاستثمار في بيع السيارات والعقارات والأثاث مع أفراد من عائلته، إذ كان يبيع لهم بعض ما يملكونه من سيارات قديمة وأثاث مستعمل وأراض.
وتابعت :"بعد أشهر من هذه التجارة تمكن من تحقيق أرباح معقولة مكنته من توسيع استثماراته إلى فتح سوق لبيع السيارات المستعملة شهر سبتمبر الماضي، والذي بدأ بثلاثة سيارات وعاملين، وانتعشت هذه السوق في لمح البصر لاعتماده على فكرة تجارية جذبت الآلاف من الزبائن من مختلف أنحاء البلاد وتحوّلت سوق "الوعد الصادق" إلى أهم سوق للسيارات المستعملة.،
وتعتمد الفكرة على شراء السيارات المستعملة بمبالغ تزيد عن قيمتها الحقيقية، وكذلك بيع السيارات بأقل من قيمتها بنسبة تتراوح بين 20 و30 %.
ويشير تقرير الصحيفة إلى أن سكان "سور الغزال" أطلقوا على سوق السيارات المستعملة "سوق الريح" لسرعة المعاملات التجارية التي كانت تتم من خلاله.
الأراضي والعقارات في 48 ولاية:
نجاح السوق ساعد "مولاي الصالح" من توسيع استثماراته لمجال العقارات وتجارة الأراضي حيث كان يشترى الأراضي والعقارات بأسعار تتجاوز قيمتها الحقيقية، ويبيعها بأسعار أقل من قيمتها.
بدأ "الصالح" بالعقارات الصغيرة إذ يشتريها من أصحابها بعقود ويدفع قيمتها على شكل أقساط، وهو ما عزز لاحقًا ثقة الزبائن وامتد نشاطه الى ولايات أخرى امتدت من العاصمة مرورًا بالمدن الكبرى، ومهدت لاحقًا لأكبر عملية نصب في البلاد.
"الوعد الصادق" كاذب و"الصالح" شرير:
لكن بعد 6 أشهر من فتح سوق الوعد الصادق المتخصصة في بيع وشراء كل شئ حسب الصحيفة بدأت شكاوى العملاء تتزايد من عدم تسديد مستحقاتهم وأثيرت شائعات بهروبه وهوما دفعه لتبرئة ساحته من خلا الظهور في قنوات التليفزيون المحلية مؤكدًا أن مشكلة السيولة سيتم حلها خلال فترة وجيزة وهو ما لم يحدث. ومع تصاعد الشكاوى لجأ للاختفاء في مكان مجهول.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق