صيادو أبو قير: التهريب وملوثات المصانع أبرز مشاكلنا.. والرزق بتاع ربنا
يستيقظ فى الخامسة صباحاً، مستمعاً للراديو لمعرفة أحوال الطقس ، ثم يتوجه إلى ميناء أبو قير ليأخذ مركبه و يجعله جاهزاً ، ليبدأ معه عمله بين أمواج البحر ، باحثاً عن كميات من السمك تكفيه قوت يومه .. هذا هو يوم عبده الحملى ، الذى قضى 50 عاماً من عمره يعمل فى مهنة الصيد.
يقول الرجل الستينى ملوحاً بيده تجاه البحر :"عايش جواه من و أنا عمرى 10 سنين، و بقى بالنسبالى صاحبى اللى بشكيله و برتاح معاه مش بس المكان اللى بشتغل فيه ، وزعلان على حاله دلوقتى " ، موضحاً أن كميات السمك قلت بنسبة كبيرة بسبب صيد الزريعة ( وهى السمك الصغير ) ، إضافة إلى ملوثات المصانع و شركات الاسمدة ، التى تصب فى البحر.
ويحكى بعد انتهاء النصف الاول من يومه:"ممكن اقعد فى البحر 7 ساعات وأحياناً يوم أو يومين ؛ فلازم اتأكد من سلامة المركب قبل النزول بيه ، و ازوده بالمعدات و الجاز و الطعام و الشراب ، و الطُعم الكافى ، لأنى بستخدم سنارة مش شباك " ، وعن مكسبه يومياً ؛ فيقول : " المكسب يتوقف على كمية السمك اللى هنطلعها ، و الارزاق دى بتاعت ربنا ".
"عملت صياد سمك و صيد السمك غية ..طرحت شبكى طلعتلى بلطية" .. كلمات أغنية محمد منير ، التى عبرت عن عبد الرحمن عمر ، صديق "الحملى" ، الذى يشاركه عشقه لمهنة الصيد ، لكن بالشباك هذه المرة ، جاء ليقابله مقاطعاً الحديث: "الفرق بين الشبكة و السنارة أن الشبكة ممكن تجيب سمك صغير أو كبير ، لكن السنارة سمك كبير فقط ، وبقالى 15 سنة بشتغل بيها " .
و يستكمل عمر ، الذى يحرص على اصطحاب الراديو معه كل صباح ليستمع إلى أغانى محمد رشدى و محمد قنديل فى مركبه ، قائلاً :"الصيد مزاج و لازم نستمتع بيه ، و كنت اتمنى أننا نحتفظ بالزى اللى كان معروف بيه الصيادين ، لكن كان أخره سنة 1980″.
"أبو قير و بحرى،هما فقط مناطق الصيد فى الاسكندرية، ومتقسمين مجموعات ؛ جزء يصطاد سمك ، وجزء اخطبوط أو جمبرى ، و كل مركب معروف بيصطاد ايه عشان ده بيفرق فى البيع فى الحلقة" .. هكذا يقول "عمر" و "الحملى" شارحين ما اسموه بقانون الصيادين المتفق عليه بينهم .
خوفه على مهنته جعلت "عمر" يقدم شكاوى عديدة لهيئة التفتيش الملاحى يطالبها بمعاينة الشباك ، وما يتم اصطياده:"الشبك اللى فتحتاته ضيقة بيصطاد الزريعة عشان يبعوه فى المزارع و يكبر هناك و بالتالى تبيع السمك بأى سعر و تكون هى المتحكمة فى السوق ، أو يتم تهريبه خارج مصر ؛ فلازم يكون فى رقابة ".
الحاج رمضان عبد المعطى ، شيخ الصيادين فى المنطقة،جاء ليتفقد أحوالهم،ويقول بملامحه المصرية الحادة إن مهنة الصيد اختلفت منذ 15 عاماً ، حيث بدأت تواجههم العديد من المشكلات منها ؛ التهريب و الصيد الغير قانونى ، و الملوثات ، و دفع ضرائب لجمعية الصيادين دون الحصول على تأمين للمراكب ، مشيراً إلى أن المسئولين لا ينتبهوا لهم .
وفى نهاية يومه يتوجه "الحملى" و زملائه إلى حلقة السمك أو ملتقى الصيادين – كما يطلقون عليها – لبيع ما استطاع الحصول عليه من البحر :"ليا نسبة 10 % من المكسب ، بعد دفع ثمن تأجير المعدات و الطُعم و الجاز ، و ادينا عايشين و راضين ".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق