"محمد عماد" قتيل الحب يرتكب جرم، فكل جريمته فى الحياة أنه "أحب" فى وقت أصبح فيه الحب جريمة تستوجب القتل، خاصة إذا كانت المحبوبة "بنت الذوات" فبدلا من أن يزرع الورد فى طريق العمر، تحول لجثة هامدة أسفل التراب ليزرعوا على قبره الصبار، لم يعتقد الشاب الطموح أن أسرة حبيبته ستعطل مشروع زواجه، ولم يدرى أن قلوب الناس ستتحول إلى أحجار قاسية تقتل وتسفك الدماء باسم المال والجاه. التقت "اليوم السابع" أسرة القتيل، داخل منزل بسيط بمنطقة العزبة البحرية بحلوان فى القاهرة، حيث دموع وآلام لا تتوقف ودعوات الأب تصعد للسماء تطالب بالقصاص العادل، وأشقاء يتشحون بالملابس السوداء وحزن مرسوم على معالم الوجوه فى المنطقة، وصورة معلقة بالشارع مزيلة بايات من الذكر الحكيم تطالب بالقصاص. "محمد " شهيد الحب، فالجميع يعرف قصة الحب التى ربطته بـ"بنت الأكابر" قبل عام ونصف من الآن، الجميع يتذكر "أسماء" الفتاة الحسناء، التى كانت تتسلل فى خلسة من أهلها وتتوجه إلى منزل "محمد" بعدما شغفها حبا وتعلق قلبها به، الجيران يتسابقون فى سرد القصة الغريبة التى شهدتها المنطقة، قصة لم يألفوها من قبل، ولم يشاهدوا تفاصيلها إلا عبر شاشات التلفاز من خلال فيلم "رد قلبى" أو مشاهد الحب بين "حسن ونعيمة" وغيرها من أفلام الحب والعشق فى الدراما المصرية والتركية. صاحب السوبر ماركت وبائع الفول والجيران يعرفون جيداً "أسماء" ويتذكرون ذلك اليوم المشهود عندما تسللت إلى المنطقة تتوسل إلى أم "محمد" أن لا تبعد أبنها عنها، فقد أصبحت لا تضيق الحياة بدونه، وباتت لا تعبأ بتهديدات أسرتها الذين طالما احتجزوها بالفيلا حتى لا تذهب إلى حبيبها، وسط تهديدات لأسرته بالقتل حتى ينهى قصة الحب. الأم تمالكت نفسها وسردت تفاصيل القصة كاملة، فقالت بصوت مخنوق تتخلله الدموع، "محمد" ابنى طالب جامعى فى العشرينات من العمر، "بسم الله ما شاء الله طول على عرض" يعمل مدرب سباحة، وكان له العديد من الأصدقاء يترددون على منزلنا باستمرار، بينهم "حسن.ع" نجل طبيب مشهور وعضو مجلس شعب سابق وأحد رجال الاعمال المعروفين بمنطقة حلوان، وكان "محمد" مرتبط بـ"حسن" ارتباطا وثيقا، حيث كان الاثنان يذهبان إلى النادى باستمرار، حتى ظهرت فى المشهد شقيقة "حسن" وتدعى "اسماء" بعدما تعرفت على ابنى فى النادى وتحدثت معه ونشأت بينهم علاقة عاطفية منذ سنة ونصف، ولم ندرى أنه من الحب ما قتل، وأن نهايته ستكون الموت وسأشيع ابنى إلى قبره بدلا من زفافه إلى عش الزوجية. شقيقة القتيل والتى كانت بمثابة الصندوق الاسود له فقد عاصرت كواليس وقصص الحب التى دارت بين "محمد" و"أسماء" وتتذكر تواريخ الوقائع بالشهور والايام وفى بعض الاحيان بالساعات، فكشفت اسرار هذه العلاقة التى انتهت بمقتل شقيقها، قائلة إن "أسماء" كانت تذوب عشقا فى "محمد" تتصل به اناء الليل واطراف الحياة، اعتبرته مثل الهواء الذى تتنفسه، وبالرغم من انها ما زالت فى الصف الثانى الثانوى إلا أن مطالبها لحبيبها بالتقدم لأسرتها للزواج لم تتوقف، ولأن "محمد "راجل من يومه" فقرر أن يكون عند كلمته لها وتقدم للزواج منها مرتين وسط رفض تام لعائلة الفتاة التى عللت رفضها المطلق بأنها لا تزوج بناتها خارج العائلة. وتابعت شقيقة القتيل، اسودت الدنيا امام شقيقى وسط اتصالات خرافية من "أسماء" تكون له بأنها لن تكون إلا له، وفى حالة إجبارها على الزواج من غيره سيكون أهون عليها زفافها إلى القبر عن الارتباط بشخص غير "محمد"، وعندما تسربت أنباء هذه المكالمات إلى أسرة "أسماء" احتجزوها بغرفة فى الفيلا وسحبوا منها هاتفها المحمول، وهددونا بقتل شقيقى ما لم يقطع علاقته بابنتهم، وبالفعل ضغطنا جميعا على أخى وطلبنا منه قطع علاقته بحبيبته انصياعا لرغبة أسرتها، وهو ما تم بالفعل، إلا أنها لم تبال بكلام أسرتها فكانت تبيع ذهبها وتشترى به هواتف محمولة من خلال أصدقائها حتى تتصل بشقيقى ولم تكتف بذلك بل كانت تهرب منهم وتأتى إلى منزلنا، تتوسل إلينا أن نعيد "المياه إلى مجاريها" ولا نقف أمام زواجها من "محمد"، وكثيرا ما أغلقنا فى وجهها الباب وشددنا عليها أن تبعد عن "محمد" خشية أن يتعرض لمكروه من أسرتها. وعن يوم الحادث تقول شقيقة القتيل، اتصلت بنا "اسماء" وهى تصرخ مؤكده لنا أن شقيقيها وابن عمها قتلوا "محمد" أمام الفيلا، فأسرعنا إلى هناك ولم نجده وتبين أن شقيق "أسماء" اتصل بـ"محمد" وطلب منه الحضور إلى الفيلا لتسوية الأمور وإعادة العلاقات من جديد، وما أن وصل إلى الفيلا التى يقطنون بها بمفرده، حتى أخرجوا "أسماء" من غرفتها وأوقفوها أمام "شباك" ثم أمسك شقيقيها وابن عمها ـ ضابط شرطة ـ بكرباج وتعدوا به على "محمد" حتى يكسروا عينه أمام حبيبته، إلا أنه نجح فى اختطاف الكرباج من أيديهم وحاول الهرب فجروا خلفه وطعنوه بـ"مطواة" حتى سقط غارقا فى دمائه، ثم حملوه فى سيارة والقوة أمام مستشفى خاصة وتركوه بالاستقبال 25 دقيقة يصارع الموت حتى لفظ انفاسه الأخيرة. والتقط والد القتيل أطراف الحديث من ابنته، قائلا، ذهبنا إلى قسم شرطة حلوان لتحرير محضر بالواقعة وانتظرنا ضابط النبطشية 5 ساعات لتحرير محضر، ثم سجل البيانات فى ورقة خارجية وعدنا فى الصباح واكتشفنا أنه لم يحرر المحضر، وأن نجل عم الفتاة يعمل بالقسم، واستنجدنا بقيادات مديرية أمن القاهرة دون فائدة، فما زال حق "محمد" غائبا ولم يعد ونتمنى أن يعود.
نحن هنا ننقل وجهة نظر واحدة هي وجهة نظر أسرة القتيل و نتمنى ان تكون هناك رواية اخرى للقصة او ان يأخذ كل إنسان حقه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق