و في 25 أغسطس الماضي، كانت صحيفة «صنداي تليجراف» البريطانية قالت إن جمعة أمين، 79 عاما، عضو مكتب الإرشاد لجماعة الإخوان المسلمين، والذي وصفته بـ«المرشح الحقيقي لتولي منصب مرشد الجماعة، والقائم بأعمال المرشد»، متواجد في لندن، مضيفة أنه كلف فريقا قانونيا إنجليزيا من بين أعضائه المدير السابق للنيابة العامة، اللورد ماكدونالد، لإقامة دعوى قضائية ضد الفريق أول عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع، يتهمه فيها بارتكاب «جرائم ضد الإنسانية».
و أوضح «أمين» أنه خرج من مصر 2 يوليو الماضي، قبل يوم واحد من الإطاحة بالرئيس المعزول، محمد مرسي، مشيرا إلى أنه مازال حتى اليوم يعالج ولا يتحرك من مكانه حتى الآن.
و نفى في رسالته التي حملت عنوان «أما آن للكذابين أن ينتهوا» أن يكون هو المرشد العام للإخوان، وقال «يدّعون أني المرشد الجديد بالرغم من أن الجماعة أكدت أن المرشد أطال الله في عمره هو الأستاذ الدكتور محمد بديع حتى ولو كان مسجونا»، لافتا إلى أن نفيه تولي هذا المنصب «ليس لأي سبب من الأسباب بل هذا شرف أسأل الله أن أكون أهلا له وأسأل الله أن يمد في عمر مرشدنا ويخرج وإخوانه من سجنهم أعزة كراما، ولكني أقول ذلك لتعلموا مدى تحريهم الكذب».
كما نفى «أمين» أيضا أن يكون مسؤولا عن إدارة معركة قانونية ضد النظام المصري الحالي قائلا: «ادّعوا أني انتقلت إلى هولندا لإدارة المعركة من هناك وأسأل الله أن أكون جنديا من جنده لتكون كلمة الله هي العليا في أي مكان أكون»، وأضاف أنه لم يحدث أن تقابل مع محمد البرادعي، النائب السابق للرئيس المصري المؤقت، في يوم من الأيام، نافيا ما تداولته تقارير صحفية مصرية عن لقاء جمعة بـ«البرادعي» عقب استقالته من منصبه الشهر الماضي تم التفاهم معه فيه على انضمام الأخير للإخوان.
و اتهم «أمين»، دون ذكر مواقف أو أحداث محددة، قادة الجيش بعدم قبول أي مبادرة «قدمت من العقلاء»، مع تشديده على «التمسك بعودة الوطن إلى الشرعية والحرية مهما كان الثمن».
و نصح الشباب والمتحدثين بالتفرقة بين ما سماه «جيشنا الباسل الذي نفخر به، فهم أبناؤنا وإخواننا وجيراننا وأحباؤنا، وكم أكدنا ذلك، أما الذين ننتقدهم وننصحهم فهم قادة الجيش الذين قاموا بالانقلاب»، على حد تعبيره، داعيا إلى التوضيح الدائم لهذا الفرق بين الجيش وقيادته وعدم الوقوع في «هذا الشَّرك الذي ينصبه لهم أعداء الوطن».
و انتقد جمعة أمين وصف جماعة الإخوان بالإرهابية، واصفا هذا بالـ«إسفاف»، وقال: «شهد العالم أجمع بوسطيتها واعتدالها (يقصد جماعة الإخوان)، هذا ليس كلاما يقال بل هو تطبيق وسلوك، والمواقف شاهدة على ذلك».
و كان جمعة أمين وجه رسالة، في وقت سابق من الشهر الجاري، إلى تنظيم الإخوان المسلمين في العالم حول طبيعة المرحلة الحالية بعنوان «من ركائز ثورتنا»، قال فيها إن ما وصفها بالثورة «تحتاج إلى ركيزتين لا غنى عنهما لأفراد الجماعة هما تقوى الله وحسن الخلق، تعصمهم من الشهوات والشبهات فلا يضلنهم شيطان الإنس ولا يغوينهم شيطان الجن»، بحسب قوله.
و قال في رسالته تلك إن «القرارات السياسية تقررها الجماعة بمؤسساتها ولا يجوز لفرد أن يتخذ قراراً فيها بمفرده كائناً من كان حتى ولو كان رأيه سديداً، لأن الأمور الاجتهادية والمواقف السياسية تحسمها الشورى ولا ينفرد الفرد فيها برأي ولو كان صواباً».
و أضاف أن «الذي يتحدث باسم الجماعة في الحالات الكبرى والمواقف الحاسمة هو الأستاذ المرشد العام للإخوان المسلمين (محمد بديع)، ولا ينبغي لمتحدث أن يخالفه، لأن المرشد في هذه الحالة لا يمثل نفسه بل يقول ما أقرته مؤسسات الجماعة التنظيمية فهو وحده الناطق باسمها، المخلص في تطبيقها والدعوة إليها»، دون أن يشير إلى واقع المرشد الحالي المحبوس على ذمة اتهامات بالتحريض على العنف، وما إذا كانت الجماعة قد اختارت له بديلا
Sent from my BlackBerry® from Vodafone
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق