وشدد «هاشم»، فى حواره لـ«الوطن»، على أنه لا يبرر ما يرتكبه «الأسد» من أعمال إجرامية ضد شعب أعزل، «لكننا نرفض التدخل الأجنبى فى شأن عربى خالص»، معتبرا أن المخطط أكبر من إسقاط «الأسد»؛ فالأمريكان يسعون إلى تفتيت الجيش السورى وتركيعه أمام الاحتلال الإسرائيلى، وإلى الحوار..
* كيف ترى التهديدات الأمريكية والغربية بتوجيه ضربة عسكرية إلى نظام بشار الأسد فى سوريا؟
- هذا أمر لا يصح شرعا ولا تقره الشريعة الإسلامية ولا أى شريعة سماوية ولا حتى القوانين والأعراف الدولية؛ فليس هناك قانون ولا منطق يقول بأن تقوم دولة بضرب دولة أخرى أو التدخل فى شئون دولة عربية إسلامية دون وجه حق.
* ومن المنوط به التدخل فى الأزمة السورية؟
- كل المعطيات تقول إن من حق الدول العربية مجتمعة والسوريين معها إجراء تحقيق فى الأمر والتصدى لتلك القضية القومية، أما الغرب فليس له الحق فى التدخل فى شئوننا لا شرعا ولا دينا، وإلا تحول الأمر إلى «حرب دينية».
ومن الممكن حل الأزمة السورية من خلال جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامى، وذلك بدعوة رؤساء العالم العربى والإسلامى لبحث الأزمة وإلزام نظام بشار الأسد والمعارضة والشعب بقرارات واجبة النفاذ، وليس للغرب أى حق فى التدخل فيها؛ لأنه لو حدث مثل هذا الأمر فى أى دولة غربية فلن يسمحوا لحكومات دولنا العربية بالتدخل فى شأنهم.
* الغرب بزعامة الولايات المتحدة يدعى أنه سيوجه ضربات إلى سوريا من أجل التصدى للسلاح الكيماوى؟
- هذا كذب وافتراء وحق يراد به باطل، وتصريحات فى ظاهرها الرحمة وفى باطنها العذاب؛ فهم يسعون بكل ما أوتوا من قوة إلى ضرب دمشق بحجة وجود أسلحة كيماوية بها، وهذا يكرر نفس سيناريو العراق وضربها بدعوى القضاء على أسلحة الدمار ورئيسها فى ذلك الوقت صدام حسين، وللأسف العرب استيقظوا متأخرا بعد فوات الأوان ودمار العراق وإشاعة الفرقة والنزاع بين أبنائه وضرب أمنه واستقراره فى مقتل وإثارة النعرات الطائفية والعرقية والعصبية تمهيدا لتقسيمه إلى دويلات صغيرة.
* وما هدف الأمريكان وأعوانهم من ضرب سوريا؟ هل للتخلص من «بشار» وبطشه؟
- المخطط أكبر من إسقاط بشار الأسد؛ فهم يسعون إلى تفتيت الجيش السورى وتركيعه أمام الاحتلال الإسرائيلى وجعل سوريا لقمة سائغة لإسرائيل، فضلا عن مخطط تفتيت سوريا ضمن مخطط تقسيم الشرق الأوسط ودول المنطقة إلى دويلات، ونحن لا نبرر ما يقوم به «الأسد» وما يرتكبه من أعمال إجرامية ضد شعب أعزل، لكننا نرفض التدخل الأجنبى.
* ما المطلوب من العرب، قيادات ومؤسسات، كالجامعة العربية وسواها؟
- عليهم أن يهبوا لمنع أمريكا من التدخل فى شئون بلادنا. ووقف سيناريو تدميرها لبلادنا.
* لكن البعض يرحب بالتدخل الخارجى.
- عليهم التوقف عن ذلك فورا ومراجعة أنفسهم، وألا يهللوا لذلك؛ لأن الكثيرين للأسف رحّبوا من قبل بالغزو الذى أدى إلى دمار العراق وتشريد شعبه وإثارة الفتن والقلاقل فى ربوعه، فما يحدث حاليا جريمة بكل المقاييس من جانب الغرب، وعلى كل من أبدوا ارتياحا للتدخل العسكرى فى سوريا تذكر القول المأثور «أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض».
* فماذا يريد الأمريكان وأعوانهم منا؟
- هم يخططون لإعادة استعمار كل الدول الإسلامية والعربية فى المنطقة وسلب ثرواتها وإعادة تقسيمها، ونحن لا نقول إلا: «إن الحق أحق أن يتبع».
* وماذا تقول لمن يدعمون حرب الغرب على سوريا؟
- أنا لا أتدخل فى الأمور السياسية، لكن هذا مرفوض شرعا ودينيا من وجهة نظرى، وأطالب الجميع من المؤيدين والمعارضين للقضية السورية بأن يجتمعوا ليكون الأمر بأيديهم لا بيد عمرو، وأن يحلوا المشكلة السورية بمعرفتهم لكى لا يأتى الحل من الخارج على يد أمريكا وأوروبا؛ لأن الغرب لا يريد سوى خراب ودمار سوريا ونهب ثرواتها مثلما فعل فى العراق، وحاليا فى ليبيا، وعلى أبناء الأمة الانتباه قبل فوات الأوان.
Sent from my BlackBerry® from Vodafone
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق