يظن بعض الناس أن نظام الخلع نظامًا مستحدثًا على الحياة الاجتماعية المصرية، فى حين أن العديد من الوثائق تؤكد تطبيقه منذ بداية القرن الحادى عشر الميلادى، فنظام الخلع من الأنظمة القديمة فى الإسلام، وقد أباحت الشريعة الإسلامية هذا النظام فى حال وقوع ضرر بالغ على الزوجة، وفى هذه الحالة، وبعد تأكد القاضى الشرعى من الضرر الواقع على الزوجة، فإن القاضى يقرر هذا الخلع فى مقابل أن تتنازل الزوجة عن كل مستحقاتها المالية من مؤخر صداق وغيره من ممتلكات،أقر بها الزوج قبل حدوث الخلع.
ومن أوراق الخلع العديدة التى تزخر بها العديد من المكتبات والمتاحف والجامعات فى أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية وروسيا هذه الورقة (البردية) المحفوظة حاليًا فى المكتبة الوطنية بالنمسا برقم سجل (per.inv.charT.Ar.28011)، عثر عليها فى مدينة الأشمونين مؤرخة بيوم 27 جمادى الأولى سنة 461 هجرية الموافق 24 مارس 1069 ميلادية.
وردت بهذه الورقة معلومات مهمة عن أساليب الخلع فى القرون الأولى للهجرة، فنجد أن السيدة طالبة الخلع تنازلت لزوجها عن جميع مؤخر صداقها وقيمته ثلاثة دنانير، وجميع ما يجب على الزوج من النفقة: القمح والدراهم والكسوة والغطاء والوطء وأجرة المسكن والماء والزيت..حيث ورد ذلك فى السطور (9 ـ 11).
أيضا وردت بورقة البردى ـ ومقاسها 21.5سم*16 سم ـ معلومات تفيد ضرورة إتمام عقد زواج جديد بمهر جديد وبرضا الزوجة..كما ورد بورقة الخلع وجود ولد للزوجين يسمى (الجند) عمره خمس سنوات، ثم وجود عدد من أسماء الشهود الموقعين فى نهاية ورقة الخلع، وردت أسماؤهم فى نهاية الورقة مع توقيعاتهم.
نص ورقة الخلع بترتيب السطور:
1ـبسم الله الرحمن الرحيم
2ـ سألت سارة ابنة عبود الناهض زوجها عبد الغنى بن برلانس
3ـ من جملة العبيد الريحانية المستخدم بمركز الأشمونين أن يملكها
4ـ نفسها عليه بطلقة واحدة خلع وهى أول طلقة بعد دخوله
5ـ بها وإصابته إياها، وأولدها ولدًا غلامًا فبلغ عمره بعد تاريخ
6ـ هذا الكتاب خمس سنين يدعى (الجند)، عندما كرهت صحبته
7ـ واختارت فراقه من غير إضرار كان منه إليها، وعندما خافا ألا
8ـ يقيما حدود الله عز وجل بعد أن وضعت عنه جميع مؤخر
9ـ صداقها ومبلغه ثلاثة دنانير وجميع ما يجب لها عليه
10ـ من النفقة القمح والدراهم والكسوة والغطاء والوطء وأجرة
11ـ المسكن والماء والزيت لعدتها ما تناهت بها العدة، وعرفا
12ـ مبلغ ذلك كله وتوافقا عليه، فأجابها إلى ما سألت
13ـ وطلقها هذه الطلقة العدية الأولة وهى يومئذ فى طهر
14ـ لم يمسسها فيه برية من حيض وجماع، فلا سبيل له إليها ولا
15ـ رجعة له عليها إلا برضاها ومهر جديد وولى وشاهد
16ـ شهد على إقرار المطلق والمطلقة المعتدية بجميع ما فيه
17 ـ بعد أن قُرئ عليهما فأقرا بفهمه ومعرفة جميعه وكتب
18ـ لسبع وعشرين يوما خلون من جمادى الأولى سنة واحد وستين
19ـ وأربعمائة
20ـ شهد رجاء بن طاهر بن على
21ـ شهد الذيال بن هبة على إقرار المطلق
22ـ شهد بن الدرى والمبينة بما فيه فى تاريخه
23ـ على إقرار المطلق والمبينة بجميع ما فيه بتاريخه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق