تقف ميريام كلينك بمايوه مدجج بالرصاص تحمل العلم اللبناني، يحيط بها ثلاثة شبان يرتدون بزة الجيش اللبناني، يركعون عند قدميها وينظرون اليها وكأنها من عالم الآلهة!
هكذا عممت ميريام صورتها في مناسبة عيد الاستقلال!
هكذا تحوّل الشباب من حول "السيدة" الوقورة الى أشباه رجال يخضعون "لالهة" جمال ما مفترض!!
لم أر في حياتي أبشع من امرأة تستعرض جسدها كل يوم عبر صفحاتها… بالعادة هو جسم جميل لا شك، ووجه جميل لا شك، لكن عندما ينزلق الجمال الى هذه الدرجة من الاسفاف يصبح قمة في البشاعة.
لم تعد المسألة حريات شخصية أو اعلامية أو ما شابه، لها أن تتباهى بجسدها ما لذ لها وطاب، انما أن تحوّل مناسبة وطنية كبيرة الى استعراض لمفاتن بائخة مبتذلة، وأن تحوّل العلم اللبناني الى مجرّد اكسسوار لجسد، لفرط ما أصبح سلعة للعرض والاستمتاع، بات يبدو في غاية القبح والترهّل والاستنزاف، فهذا مرفوض، مهين، معيب لصورة وطن يعاني يتعب يناضل يستشهد لتبقى له على الاقل ذكرى استقلال نفتخر به ونسعى اليه.
معيب ما يجري في هذا الوطن، كل شيء كل شيء صار سلعة تباع وتشترى، صارت الكرامة صورة علم معلقة على جسد امراة لا تشبع من أهوائها، صارت بزة الجيش استعراضاً لوطنية كاذبة فارغة لا مضمون فيها سوى عروض متواصلة للبيع والشراء، كل شيء صار للبيع، للاستهلاك في سوق كثر فيه التجار وغلت على ناسه الكرامات العالية… مسكين يا وطن، كم صرت مسكيناً…
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق