أثارت صحيفة "تليجراف" البريطانية، حالة فتاة مسلمة محجبة لديها قضية تنظرها المحكمة في ولاية كيبك شرق كندا، أشترطت القاضية خلعها الحجاب حتى تنظر دعواها، لأن المحكمة مكان علماني، حد قولها.
وقالت الصحيفة، في تقرير نشرته اليوم، إن القاضية إليانا مارينجو، طالبت المواطنة المسلمة رانيا العلول، بخلع حجابها أثناء جلسة المحاكمة، وقالت "يجب أن تقفي أمامي وأنت مرتدية ملابس مناسبة ويجب ألا ترتدي أي غطاء للرأس لأن الحجاب شيء محظور".
وأضافت الصحيفة، أن القاضية قالت للفتاة إنها لا ترتدي ثيابًا مناسبة، مشيرة إلى أن المحكمة لا تقبل لباس القبعات والنظارات الشمسية داخل قاعة المحكمة باعتبارها غير مسموح بها، وبالتالي لا يسمح بارتداء أي غطاء للرأس.
وتابعت "قواعد احترام المحكمة يجب أن تطبق على الجميع، لذلك لن أسمح لكي بالحديث إلا إذا خلعتي هذا الغطاء الموجود على رأسك"، حسب الصحيفة.
كانت الفتاة، حركت دعوى قضائية تطالب فيها بإعادة سيارتها التي صادرتها شركة "ساك" للتأمين على السيارات في كيبك، بعد أن أوقفت الشرطة نجل الفتاة لقيادته السيارة برخصة قيادة منتهية، ووفقا للقانون الكندي، لا تستطيع صاحبة السيارة استعادتها إلا من خلال حكم قضائي من محكمة كيبك.
وبعد بدأ الجلسة، وقفت المواطنة المسلمة رانيا العلول، احترامًا للقاضية وهمت بخطوات واثقة نحو القاضية ففاجأتها بسؤال "لماذا تضعين هذا الغطاء على شعرك؟" فكان الرد المنطقي للفتاة "لأني مسلمة"، فنظرت لها القاضية بسخرية ورفعت الجلسة لمدة نصف ساعة للراحة.
وبعد استئناف الجلسة، خيرت القاضية رانيا بين خلعها للحجاب أو توكيل محام للدفاع عنها، فكان رد رانيا سريعًا دون تفكير طويل "لا أستطيع أن أخلع حجابي فهذا من صميم تعاليمي ومعتقداتي الدينية، ولا أستطيع أن أوكل محامي لأني لا أملك المال الكافي لذلك"، وعليها رفعت القاضية الجلسة دون تحديد موعد آخر للجلسة.
أثارت هذه القضية وسائل الإعلام الدولية، ونشرت هيئة الإذاعة الكندية تسجيلًا صوتيًا لجلسة المحاكمة، وقالت رانيا "بعد قرار المحكمة أحسسنت أنني غريبة لست مواطنة كندية لديها حقوق وعليها واجبات، فأنا أتيت إلى هذه البلاد وأنا مرتدية للحجاب، وأقسمت اليمين عند الحصول على الجنسية وأنا كذلك أمام قاض كندي، ولكن موقف هذه القاضية في المحكمة أفزعني".
وأضافت رانيا، "أن هذه القاضية لن تستحق أن تمتهن هذه المهنة الشريفة لأنها عندما طلبت مني أن أخلع حجابي، شعرت أنها لا تحترم إنسانيتي ومعتقداتي الشخصية".
فيما قال الحقوقي سمير زبيري المتحدث باسم منتدى مسلمي كندا، إنه خلال عشرات السنوات السابقة كان اليهود يحضرون جلسات المحاكمة في محاكم الولايات مرتدين الكيباه، وهي قبعة مستديرة صغيرة يضعها الخامات اليهود على رؤوسهم، وكذلك المسلمات المحجبات.
ورفضت القاضية الكندية مارينجو، الرد والتعقيب على هذه الواقعة عندما طلبت منها الإذاعة الكندية أن ترد على ما وجه لها من انتقادات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق